السؤال المطروح هنا هو: هل الخجل عند الشاب يمكن اعتباره سلوكا اجتماعيا حميدا من شأنه
دعم تقاليد المجتمع وسلوكياته الإيجابية، أم يعتبر نقصا في شخصية الشاب باعتباره سلوكا
نسائيا كما يعرفه مجتمعنا الشرقي؟، وهل تجدي الموازنة بين الرأيين؟
يحاول البعض خلق موازنة ما بين الخجل كسلوك اجتماعي مهم وبين تعارض ذلك
السلوك مع معطيات القرن الواحد والعشرين، وهذه الموازنة تختلف من شخص
لآخر بحسب طبيعة شخصيته ونوع التنشئة الاجتماعية التي نشأ فيها، يقول جهاد
محمود اليافعي ان الخجل لو كان مطابقا في مفهومه للحياء المتعارف عليه فهو واجب
على الشاب وليس فقط من السلوكيات المحمودة، ولنا في الرسول الكريم صلى الله عليه
وسلم أسوة حسنة إذ كان يتحلى بهذه الصفة الجميلة. وينفي جهاد أن تنتقص هذه الصفة
من رجولة الشاب، أو تقلل من دواعي احترامه بين أقرانه، مؤكدا أن الخجل من
ارتكاب الحماقات والسلوكيات الصبيانية أدعى وأولى للانتقاص من الرجولة، ومثال بسيط
على ذلك يوضح لنا الفارق، هناك مثلا شاب لا يجد غضاضة في معاكسة الفتيات في
المراكز التجارية أو الشواطئ ..
ويتساءل أليس من الممكن اعتبار الحياء سلوكا متحضرا يتناسب
مع معطيات الحداثة والعصرية ؟
محمد رجب محمود يرى أن للحياء حدودا معينة لا يجب تجاوزها، ومن المقبول أن نعتبره
سلوكا اجتماعيا لائقا إلا أنه من المرفوض التسليم بأنه مرغوب بكل أنواعه، فأنا أتصور
أن الشاب يتحلى بقدر من الشجاعة في حدود اللياقة والأدب وأن يتعامل مع معطيات
المجتمع بنوع من العقلانية والوسطية.
يشير محمد إلى أن المغالاة في هذا السلوك تعتبر نقصا في جوانب الشخصية،
فمن المنطقي أن يتعامل الشاب السوي مع كل المتغيرات من حوله بروح الإقدام
والشجاعة ولا مجال للمبالغة في الأمر، علينا الاعتدال.. ولا ننسى أن هناك
من يتصنع الخجل من أجل اكتساب منفعة ما خاصة عند التعامل مع الجنس الآخر،
وهذه المسألة، من وجهة نظري، تنطوي على خدعة كبيرة وبصفة خاصة
إذا كان الأمر يتعلق بمشروع اجتماعي مثل الزواج.
يسرد محمد قصة حدثت مع إحدى قريباته تقدم لخطبتها شاب توسمت فيه سلوك الحياء
طوال فترة الخطوبة ووافقت على إتمام المشروع لاقتناعها بأن هذا الشاب يتحلى بالخجل،
وكانت ترى فيه سلوكا يجب أن يحتذي به من في نفس سنه، ولكن بعد الزواج تبين
أنه كان سلوكا مصطنعا وليس حقيقيا.
على أن الحياء المقنن، إن صح التعبير، لن يمنعنا من التواصل مع الآخر وفي نفس
الوقت يناسب المجتمع الذي نعيشه ويساعدنا كذلك على مواجهة الصعاب ومصارحة
الآخرين دون خوف أو تردد، كما يساعدنا على بناء علاقات قوية قائمة
على المصارحة خاصة إذا ما كان الأمر يرتبط بتكوين أسرة جديدة أو بالتعامل
مع الزملاء في مجال العمل.
يختلف محمود علي صادق مع الرأيين السابقين ويعتبر أن الخجل المفرط ليس من شيم الرجال،
فمن غير المنطقي أن يمنعنا الخجل من البوح برأينا حتى ولو تعارض
هذا الرأي مع آراء الآخرين،
وليس من المعقول أن أتراجع عن محادثة فتاة بدافع الخجل ليس إلا، وليس
من المقبول أن يصل بي الخجل إلى الدرجة التي تمنعني من التواصل
الحر مع كل أفراد المجتمع الذي أعيش فيه..
نحن نعيش عصر الفضائيات والتواصل المباشر من خلال الإنترنت والمنتديات والجامعات
وأماكن العمل المختلفة، فليس من الطبيعي أن يمنع الخجل شابا من التواصل
مع كل العالم دون قيد أو شرط.. أما من يرى في الخجل مبررا للامتناع عن التفاعل
مع العالم فهو شخص مريض بمرض الانطواء والخوف من الآخر.
يرى محمود أن الأهل عندما يفرضون على الفتاة أن تكون خجولة يكون هدفهم
الحرص على أدائها الاجتماعي كونها أنثى ولا تقبل منها بعض التصرفات
التي قد يقبلها المجتمع من الذكر، أما المساواة بين الجنسين في هذه المسألة فهي
مرفوضة شكلا ومضمونا، الشاب لا يجب أن يشعر بالخجل مهما كانت الدوافع.
وفي نفس الوقت لا يعني هذا أن نتجرأ على منظومة القيم التي تحكم المجتمع وتحميه،
فقط أنا ضد أن يتخذ البعض هذه المسألة للتهرب من التفاعل السليم مع كل أفراد المجتمع،
وإذا رفضت الفتاة القيام بنشاط ما أو بعمل اجتماعي وكان دافعها الخجل فذلك مقبول منها،
أما أن يتخذ الشاب نفس المنحى فهو قصور يجب عليه علاجه.
ويذكر محمود قصة واقعية لأحد أصدقائه أصابه مرض معين ورفض لفترة طويلة
أن يراجع الطبيب بدافع الخجل، ولم يأخذ بنصيحة الأهل إلا بعد فترة طويلة أحس
بعدها بخطورة الموقف، وعندما خضع للفحص تبين أن مشكلته بدأت بسيطة
ثم تفاقمت بسبب تأجيل الفحص، فهل هذا النوع من الخجل يمكن اعتباره سلوكا طبيعيا ؟
بالطبع لا لأنه أضر بصاحبه وتسبب بمشكلة له.
دعم تقاليد المجتمع وسلوكياته الإيجابية، أم يعتبر نقصا في شخصية الشاب باعتباره سلوكا
نسائيا كما يعرفه مجتمعنا الشرقي؟، وهل تجدي الموازنة بين الرأيين؟
يحاول البعض خلق موازنة ما بين الخجل كسلوك اجتماعي مهم وبين تعارض ذلك
السلوك مع معطيات القرن الواحد والعشرين، وهذه الموازنة تختلف من شخص
لآخر بحسب طبيعة شخصيته ونوع التنشئة الاجتماعية التي نشأ فيها، يقول جهاد
محمود اليافعي ان الخجل لو كان مطابقا في مفهومه للحياء المتعارف عليه فهو واجب
على الشاب وليس فقط من السلوكيات المحمودة، ولنا في الرسول الكريم صلى الله عليه
وسلم أسوة حسنة إذ كان يتحلى بهذه الصفة الجميلة. وينفي جهاد أن تنتقص هذه الصفة
من رجولة الشاب، أو تقلل من دواعي احترامه بين أقرانه، مؤكدا أن الخجل من
ارتكاب الحماقات والسلوكيات الصبيانية أدعى وأولى للانتقاص من الرجولة، ومثال بسيط
على ذلك يوضح لنا الفارق، هناك مثلا شاب لا يجد غضاضة في معاكسة الفتيات في
المراكز التجارية أو الشواطئ ..
ويتساءل أليس من الممكن اعتبار الحياء سلوكا متحضرا يتناسب
مع معطيات الحداثة والعصرية ؟
محمد رجب محمود يرى أن للحياء حدودا معينة لا يجب تجاوزها، ومن المقبول أن نعتبره
سلوكا اجتماعيا لائقا إلا أنه من المرفوض التسليم بأنه مرغوب بكل أنواعه، فأنا أتصور
أن الشاب يتحلى بقدر من الشجاعة في حدود اللياقة والأدب وأن يتعامل مع معطيات
المجتمع بنوع من العقلانية والوسطية.
يشير محمد إلى أن المغالاة في هذا السلوك تعتبر نقصا في جوانب الشخصية،
فمن المنطقي أن يتعامل الشاب السوي مع كل المتغيرات من حوله بروح الإقدام
والشجاعة ولا مجال للمبالغة في الأمر، علينا الاعتدال.. ولا ننسى أن هناك
من يتصنع الخجل من أجل اكتساب منفعة ما خاصة عند التعامل مع الجنس الآخر،
وهذه المسألة، من وجهة نظري، تنطوي على خدعة كبيرة وبصفة خاصة
إذا كان الأمر يتعلق بمشروع اجتماعي مثل الزواج.
يسرد محمد قصة حدثت مع إحدى قريباته تقدم لخطبتها شاب توسمت فيه سلوك الحياء
طوال فترة الخطوبة ووافقت على إتمام المشروع لاقتناعها بأن هذا الشاب يتحلى بالخجل،
وكانت ترى فيه سلوكا يجب أن يحتذي به من في نفس سنه، ولكن بعد الزواج تبين
أنه كان سلوكا مصطنعا وليس حقيقيا.
على أن الحياء المقنن، إن صح التعبير، لن يمنعنا من التواصل مع الآخر وفي نفس
الوقت يناسب المجتمع الذي نعيشه ويساعدنا كذلك على مواجهة الصعاب ومصارحة
الآخرين دون خوف أو تردد، كما يساعدنا على بناء علاقات قوية قائمة
على المصارحة خاصة إذا ما كان الأمر يرتبط بتكوين أسرة جديدة أو بالتعامل
مع الزملاء في مجال العمل.
يختلف محمود علي صادق مع الرأيين السابقين ويعتبر أن الخجل المفرط ليس من شيم الرجال،
فمن غير المنطقي أن يمنعنا الخجل من البوح برأينا حتى ولو تعارض
هذا الرأي مع آراء الآخرين،
وليس من المعقول أن أتراجع عن محادثة فتاة بدافع الخجل ليس إلا، وليس
من المقبول أن يصل بي الخجل إلى الدرجة التي تمنعني من التواصل
الحر مع كل أفراد المجتمع الذي أعيش فيه..
نحن نعيش عصر الفضائيات والتواصل المباشر من خلال الإنترنت والمنتديات والجامعات
وأماكن العمل المختلفة، فليس من الطبيعي أن يمنع الخجل شابا من التواصل
مع كل العالم دون قيد أو شرط.. أما من يرى في الخجل مبررا للامتناع عن التفاعل
مع العالم فهو شخص مريض بمرض الانطواء والخوف من الآخر.
يرى محمود أن الأهل عندما يفرضون على الفتاة أن تكون خجولة يكون هدفهم
الحرص على أدائها الاجتماعي كونها أنثى ولا تقبل منها بعض التصرفات
التي قد يقبلها المجتمع من الذكر، أما المساواة بين الجنسين في هذه المسألة فهي
مرفوضة شكلا ومضمونا، الشاب لا يجب أن يشعر بالخجل مهما كانت الدوافع.
وفي نفس الوقت لا يعني هذا أن نتجرأ على منظومة القيم التي تحكم المجتمع وتحميه،
فقط أنا ضد أن يتخذ البعض هذه المسألة للتهرب من التفاعل السليم مع كل أفراد المجتمع،
وإذا رفضت الفتاة القيام بنشاط ما أو بعمل اجتماعي وكان دافعها الخجل فذلك مقبول منها،
أما أن يتخذ الشاب نفس المنحى فهو قصور يجب عليه علاجه.
ويذكر محمود قصة واقعية لأحد أصدقائه أصابه مرض معين ورفض لفترة طويلة
أن يراجع الطبيب بدافع الخجل، ولم يأخذ بنصيحة الأهل إلا بعد فترة طويلة أحس
بعدها بخطورة الموقف، وعندما خضع للفحص تبين أن مشكلته بدأت بسيطة
ثم تفاقمت بسبب تأجيل الفحص، فهل هذا النوع من الخجل يمكن اعتباره سلوكا طبيعيا ؟
بالطبع لا لأنه أضر بصاحبه وتسبب بمشكلة له.