كيف يمكن إنقاذ أرواح الأمهات؟
يمكن توقي معظم وفيات الأمومة لأنّ الحلول الطبية لأهمّ الأسباب المؤدية إليها باتت معروفة. وتوفير خدمات الرعاية الحاذقة عند الولادة من الأمور الكفيلة بإحداث الفارق وإنقاذ الأم ووليدها من الموت. فيمكن للنزف الوخيم الذي يحدث في المرحلة الثالثة من الوضع، أن يودي بحياة المرأة في غضون ساعتين فقط، حتى إذا كانت في صحة جيدة. ويمكّن دواء الأوكسيتوسين، الذي يُعطى بعد الولادة فوراً، من تخفيض مخاطر النزف بفعالية كبيرة.
كما يمكن الحد بشكل كبير من الإنتان، الذي يُعد ثاني أكثر أسباب وفيات الأمومة تكرّراً، باحترام تقنيات التطهير. ويتمثّل السبب الثالث في مقدّمات الارتعاج، وهي من الاضطرابات الشائعة التي تسبّب فرط ضغط الدم أثناء فترة الحمل والتي يمكن رصدها. وعلى الرغم من تعذّر علاج ذلك الاضطراب بشكل تام قبل الوضع، فإنّ إعطاء أدوية مثل سلفات المغنيزيوم من العمليات الكفيلة بالحد من مخاطر إصابة الحوامل بالاختلاج (الارتعاج) الذي قد يؤدي إلى وفاتهن. ومن الأسباب المتكرّرة الأخرى لوفيات الأمومة تعسّر الوضع، الذي يمكن توقيه أو تدبيره علاجياً من قبل قابلات حاذقات. ويحدث تعسّر الوضع عندما يكون رأس الجنين أكبر بكثير مقارنة بحوض الأم أو عندما يكون في وضعية غير عادية داخل بطن الأم. ومن الوسائل البسيطة لتحديد مشاكل الوضع في مراحل مبكّرة التصوير، الذي يتيح إمكانية إجراء رسم بياني يظهر تطوّر عملية الوضع وحالة الأم والجنين. ويمكن للقابلات الحاذقات استخدام الصورة لأغراض التعرّف على التطوّر البطيء الذي يسبق تعسّر الوضع والتعاطي معه وإحالة المرأة، حسب الاقتضاء، إلى الجهات المتخصّصة للخضوع لعملية قيصرية.
لماذا لا تتلقى الأمّهات الرعاية اللازمة؟
WHO / Jim Holmes
في عام 2006 لم تبلغ الولادات التي تمت بمساعدة قابلة حاذقة، في البلدان النامية، إلاّ 60% تقريباً. وبالتالي يمكن استنتاج أنّ 50 مليون امرأة من النساء اللائي وضعن أحمالهن في بيوتهن لم يستفدن من مساعدة عاملين صحيين حاذقين. وتتراوح نسبة التغطية بين 34% في شرق أفريقيا و93% في أمريكا الجنوبية. (4) والجدير بالذكر أنّ هناك تبايناً أيضاً في التغطية بخدمات الرعاية السابقة للولادة. ففي بيرو استفادت 87% من الحوامل من أربعة فحوص من فحوص الرعاية السابقة للولادة على الأقلّ، بينما لم تتجاوز نسبة التغطية بتلك الخدمات، فيإأثيوبيا، 12%. (5)
وهناك أسباب كثيرة تقف وراء عدم استفادة النساء من خدمات الرعاية التي يحتجنها قبل الولادة وخلالها وبعدها. فقد تفتقر بعض المناطق النائية إلى عاملين الصحيين أو قد تكون خدمات الرعاية، عند توافر أولئك العاملين، رديئة المستوى. وقد تفتقر النساء، في حالات أخرى، إلى فرص الوصول إلى المرافق الصحية نظراً لعدم وجود وسائل النقل أو عدم قدرتهن على تحمّل تكاليف النقل أو تكاليف الخدمات الصحية. كما يمكن أن تحول المعتقدات الدينية الراسخة في ذهن المرأة أو يحول مركزها الاجتماعي المتدني دون التماسها ما تحتاج إليه من خدمات الرعاية عندما تكون في فترة الحمل. ولا بد، لتحسين صحة الأمومة، من تحديد الفجوات القائمة في قدرة النُظم الصحية وجودتها والعقبات التي تعترض سبيل الحصول على الخدمات الصحية، وسدّ تلك الفجوات على الصعيد المجتمعي.
(4) نسبة الولادات التي تمت بمساعدة عامل صحي حاذق- تحديثات عام 2008. جنيف، منظمة الصحة العالمية، إدارة الصحة الإنجابية وبحوثها، 2008.
(5) تتبّع التقدم المُحرز في مجال بقيا الأمهات والولدان والأطفال. تقرير عام 2008. نيويورك، اليونيسيف، 2008.
يمكن توقي معظم وفيات الأمومة لأنّ الحلول الطبية لأهمّ الأسباب المؤدية إليها باتت معروفة. وتوفير خدمات الرعاية الحاذقة عند الولادة من الأمور الكفيلة بإحداث الفارق وإنقاذ الأم ووليدها من الموت. فيمكن للنزف الوخيم الذي يحدث في المرحلة الثالثة من الوضع، أن يودي بحياة المرأة في غضون ساعتين فقط، حتى إذا كانت في صحة جيدة. ويمكّن دواء الأوكسيتوسين، الذي يُعطى بعد الولادة فوراً، من تخفيض مخاطر النزف بفعالية كبيرة.
كما يمكن الحد بشكل كبير من الإنتان، الذي يُعد ثاني أكثر أسباب وفيات الأمومة تكرّراً، باحترام تقنيات التطهير. ويتمثّل السبب الثالث في مقدّمات الارتعاج، وهي من الاضطرابات الشائعة التي تسبّب فرط ضغط الدم أثناء فترة الحمل والتي يمكن رصدها. وعلى الرغم من تعذّر علاج ذلك الاضطراب بشكل تام قبل الوضع، فإنّ إعطاء أدوية مثل سلفات المغنيزيوم من العمليات الكفيلة بالحد من مخاطر إصابة الحوامل بالاختلاج (الارتعاج) الذي قد يؤدي إلى وفاتهن. ومن الأسباب المتكرّرة الأخرى لوفيات الأمومة تعسّر الوضع، الذي يمكن توقيه أو تدبيره علاجياً من قبل قابلات حاذقات. ويحدث تعسّر الوضع عندما يكون رأس الجنين أكبر بكثير مقارنة بحوض الأم أو عندما يكون في وضعية غير عادية داخل بطن الأم. ومن الوسائل البسيطة لتحديد مشاكل الوضع في مراحل مبكّرة التصوير، الذي يتيح إمكانية إجراء رسم بياني يظهر تطوّر عملية الوضع وحالة الأم والجنين. ويمكن للقابلات الحاذقات استخدام الصورة لأغراض التعرّف على التطوّر البطيء الذي يسبق تعسّر الوضع والتعاطي معه وإحالة المرأة، حسب الاقتضاء، إلى الجهات المتخصّصة للخضوع لعملية قيصرية.
لماذا لا تتلقى الأمّهات الرعاية اللازمة؟
WHO / Jim Holmes
في عام 2006 لم تبلغ الولادات التي تمت بمساعدة قابلة حاذقة، في البلدان النامية، إلاّ 60% تقريباً. وبالتالي يمكن استنتاج أنّ 50 مليون امرأة من النساء اللائي وضعن أحمالهن في بيوتهن لم يستفدن من مساعدة عاملين صحيين حاذقين. وتتراوح نسبة التغطية بين 34% في شرق أفريقيا و93% في أمريكا الجنوبية. (4) والجدير بالذكر أنّ هناك تبايناً أيضاً في التغطية بخدمات الرعاية السابقة للولادة. ففي بيرو استفادت 87% من الحوامل من أربعة فحوص من فحوص الرعاية السابقة للولادة على الأقلّ، بينما لم تتجاوز نسبة التغطية بتلك الخدمات، فيإأثيوبيا، 12%. (5)
وهناك أسباب كثيرة تقف وراء عدم استفادة النساء من خدمات الرعاية التي يحتجنها قبل الولادة وخلالها وبعدها. فقد تفتقر بعض المناطق النائية إلى عاملين الصحيين أو قد تكون خدمات الرعاية، عند توافر أولئك العاملين، رديئة المستوى. وقد تفتقر النساء، في حالات أخرى، إلى فرص الوصول إلى المرافق الصحية نظراً لعدم وجود وسائل النقل أو عدم قدرتهن على تحمّل تكاليف النقل أو تكاليف الخدمات الصحية. كما يمكن أن تحول المعتقدات الدينية الراسخة في ذهن المرأة أو يحول مركزها الاجتماعي المتدني دون التماسها ما تحتاج إليه من خدمات الرعاية عندما تكون في فترة الحمل. ولا بد، لتحسين صحة الأمومة، من تحديد الفجوات القائمة في قدرة النُظم الصحية وجودتها والعقبات التي تعترض سبيل الحصول على الخدمات الصحية، وسدّ تلك الفجوات على الصعيد المجتمعي.
(4) نسبة الولادات التي تمت بمساعدة عامل صحي حاذق- تحديثات عام 2008. جنيف، منظمة الصحة العالمية، إدارة الصحة الإنجابية وبحوثها، 2008.
(5) تتبّع التقدم المُحرز في مجال بقيا الأمهات والولدان والأطفال. تقرير عام 2008. نيويورك، اليونيسيف، 2008.